" إن الأماكن العامة اهم بكثير من المباني الخاصة ومن حركة المرور . ومع ذلك يقتصر تركيزنا في التخطيط في كل أنحاء العالم إلى حد كبير على المباني الخاصة وحركة المرور . ويبدو أننا فقدنا القدرة على الوقوف والتامل فيما نتج بشكل عام . "
" لابد من التركيز على الأماكن الجذابة والمتداخلة التي ترتبط بمقياس واحتياجات المشاة بدلاً من السائقين . يجب ان نستغل شخصية الأماكن وتميزها والفروق بينها ، لأن الأماكن العامة الممتعة مهمة جداً للشعور بالاطمئنان والراحة . وفي الماضي ، لم يقتصر فن البناء على البنايات فقط ، بل شمل الفراغات والأماكن وهذا ما ينبغي أن يستمر . ولتحقيق هذا الامر ، لابد من تعاون جميع المختصين في شؤون البيئة العمرانية .
إن الحقيقة التي لا مفر منها هي أن الناس يحكمون على أعمال المعماريين والمخططين ومصممي البيئة الخارجية ومهندسي الطرق والمهندسين المدنيين من خلال جودة الأماكن التي يرونها ويحسون بها من حولهم ، ولهم الحق في ذلك . إن ما يهم في نهاية المطاف هو النتيجة وليست الطريقة . "
" إن الفراغات التي تشكل الأماكن العامة تظهر بأشكال وأحجام واستعمالات مختلفة ، وتشمل الشوارع والميادين وطرق المشاة والمنتزهات والفراغات المفتوحة والتي بدورها تشمل حواف الأنهار والشواطئ . كل هذه الأماكن تخص المجتمع بأكمله .
إن إحدى متع المدن تكمن في تنوعها . "
" إنني على اقتناع بان تعاوناً أكبر بين المهن المختلفة سينتج عنه أماكن أفضل وأكثر تناسقاً لأنه لا توجد مهنة واحدة لديها الإجابة لمهمة معقدة مثل مهمة تصميم مدن حية . "
" حاول ألا تنظر عند تنظيم أو إعادة تنظيم المدن والبلدان من منظور سائقي السيارات أو المطورين العقاريين . من المهم جداً اعتبار احتياجات وطموحات الناس ككل ، مع إعطاء الأولوية للمشاة والأطفال وكبار السن ، إن هذا التغير البسيط أو الزيادة في الأولويات من الممكن ان تحدث تحولات في بيئتنا العمرانية ونمط حياتنا ."
قال صلى الله عليه وسلم : (( الضعيف أول الركب )) هذا الحديث يعتبر تاكيداً على المقطع الاخير .
المصدر : كتاب جعل المدن ملائمة للناس ( تحسين بيئة الأماكن العامة في البلدان والمدن ) ، تأليف : فرانسيس تيبالدز ، ترجمة : د. عمر باهمام
أرجو أن تفيدكم هذه الكلمات في دراسة وتحليل الموقع وكذلك اتخاذ القرارات المناسبة لتصميم اماكن عامة للجميع مع تكاتف كل التخصصات وعدم التحيز لتخصص ما ، فمن الممكن أن تستعين في أي مشروع بمعلومات أو نصائح من معماري أو مخطط أو مهندس إنشائي أو أي شخص له علاقة بالمشروع ، ولا تكتفي بما لديك حتى يصل المشروع إلى أقرب نموذج للمثالية .
فالعلوم جميعها مكملة لبعضها فإن تكاتف الجميع كل في تخصصه سنسعد ببيئة مريحة ومناسبة للجميع .
هذا والله أعلم
جزاك الله خيرا على المعلومات القيمة
ردحذف