الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

الإستدامة والتصميم Sustainability & Design

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الطلاب أقدم لكم موضوع نحن بأمس الحاجة إليه في التصميم البيئي الحديث وهو موضوع ( الإستدامة ) ، حيث وكما تعلمون هناك توجه عالمي إلى المشروعات التي تراعي الإستدامة في التصميم تلافياً للمشاكل البيئية المتعددة التي تضرر منها العالم ولعل أبرزها ظاهرة الإحتباس الحراري وتغير المناخ ولعل قمة كوبنهاجن الأخيرة تأكيد لتخوف العالم من المشاكل البيئية المتفاقمة ।

وأترككم مع الموضوع والذي يتناول ३ محاور رئيسية هي :
- المحاور الأساسية للاستدامة .
- العمارة المستدامة .
- التصميم المستدام .

وأتمنى أن يكون الموضوع مفيداً .


المحاور الأساسية للاستدامة :-
للتنمية المستدامة ثلاثة محاور رئيسية يعتبروا الدعائم الرئيسية لها باختلال أحدهم تتأثر الأهداف الرئيسية للتنمية أو الاستدامة ، هذه المحاور هي :-
- البيئــة Environment
- الاقتصاد Economy
- المجتـمع Society
لنجاح عملية التنمية المستدامة لابد من إرتباط هذة المحاور وتكاملها نظراً للإرتباط الوثيق بين البيئة والإقتصاد والأمن الإجتماعى وإجراء التحسينات الإقتصادية ورفع مستوى الحياة الإجتماعية بما يتناسب مع الحفاظ على المكونات الأساسية الطبيعية للحياة والتى تعتبر من العمليات طويلة الأمد .

أن فكرة الإستدامة البيئية تقوم على ترك الأرض في حالة جيدة للأجيال القادمة أفضل مما كانت ، فإذا احتفظ الإنسان بنشاطه وأداه دون إستنزاف المواد الطبيعية أو إهدار البيئة الطبيعية يكون هذا النشاط مستدام طبيعياً ويتحقق هذا عن طريق :-
- قلة أستهلاك المواد الطبيعية .
- إستخدام مواد قابلة للتدوير كلياً بعد الإستهلاك وتكون قابلة للتجديد ، ويتم تجميعها دون إضرار بالبيئة أو إستنزاف مواردها .
- الحفاظ على الطاقة وقابلية مخزونها للتجديد والمحافظة على البيئة .
العمارة المستدامة Sustainable Architecture
- العمارة البيئية أو المستدامة هي ثمرة التفاعل الكامل والوثيق بين المواطن والعوامل البيئية من حوله وفريق التصميم البيئي بقيادة المهندس المعماري , وهي تلك العمارة التي تحقق للمواطن الحد الكافي من متطلباته البيئية والحد الأدنى من التلوث البيئي والحد المقبول من الشروط الصحية اللازمة لمعيشته وهو ما ينعكس بدورة علي درجة نوعية وكفاءة البيئة الحضرية ومدي انتماء المواطن لتلك البيئة والتزامه ووعيه بالمحافظة عليها .
- تعتبر العمارة تحديداً فريداً في مجال الاستدامة فالمشروعات المعمارية تستهلك كميات كبيرة من المواد وتخرج كميات أكبر من المخلفات والنفايات (دورة حياة المبنى الكاملة ) .
- وقد عرف الإنشاء المستدام بأنة عبارة عن الإبتكار والإدارة المسئولة عن بناء بيئة صحية قائمة على الموارد الفعالة والمبادئ البيئية ( Resource Efficient & Ecological Principle) ، وهدف هذه النوعية من العمارة هو الحد من التأثير السلبي على البيئة من خلال الطاقة وفعالية الموارد .

مبادئ العمارة المستدامة :-
1- الحد من إستهلاك الموارد الغير قابلة للتجديد .
2- تجميل البيئة الطبيعية .
3- إزالة أو الحد من إستخدام المواد السامة .
وتطبيق هذه المبادئ يقلل التأثير السلبي على البيئة الطبيعية والمشيدة من حيث المبانى ومحيطها المباشر والإقليمي والعالمي فالمبنى المستدام انطلاقا من هذة المبادىء يعرف بأنه مماراسات البناء التى تسعى إلى الجودة المتكاملة
( الإقتصادية – الإجتماعية – البيئية ) بطريقة واضحة ، فالإستخدام المنطقى للموارد الطبيعية والإدارة الملائمة للمبانى يسهم في إنقاذ الموارد النادرة وتقليل استهلاك الطاقة وتحسين البيئة مع الأخذ في الاعتبار دورة حياة المبنى كاملة وكذلك الجودة البيئية ، الوظيفيه ، الجماليه و القيم المستقبليه .

أهداف العمارة المستدامة :-
نظراً لتغييرالإتجاة العالمى من الإهتمام بالكم إلى الكيف والتى شكلت أهداف جديده لقطاع الأنشاء ومطالب المستهلك والصحوات العالمية للإستدامة والتى شكلت الأهداف الرئيسية للعمارة المستدامة في الأتى :-
- فاعلية الموارد .
- فاعلية الطاقة .
- الوقاية من التلوث .
- التوافق مع البيئة .
- الأعمال النظامية والمتكاملة .

التصميم المستدام :-
- للوصول إلى التصميم المستدام لابد من التكامل التام بين العمارة وكل من التخصصات الهندسية المكملة ( الكهربائية – الميكانيكية – الإنشائية ) بالإضافة إلى القيم الجمالية والتناسب والتركيب والظل والنور والدراسات المكملة من تكلفة مستقبلية للنواحي المختلفة ( البيئية – الاقتصادية – البشرية ) .

أسباب ظهور التصميم المستدام :-
- تحسين العلاقة بين البناء والبيئة ، كما يقول نوربيرغ شولتز : تهيئة الأماكن التي يسكنها البشر عن طريق احترام روح موقع البناء .
-تحسين نوعية الحياة والرخاء النفسي والبدني .
- المحافظة على النظام الإيكولوجي .
-استخدام الموارد الطبيعية (المياه، النباتات، المناخ) .
-غير مسببة للانبعاثات الضارة (دخان، غاز، مياه مستعملة و نفايات) .
-تصميم مباني مرنة لعمليات الإزالة ،الاستبدال ،الإضافات ، أو التمديدات أوالتغييرات الاستخدامية .
- توفير نطاق واسع لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة .
-استخدام مواد وتقنيات صديقة للبيئة و بأولوية للثقافة المادية المحلية .

عوامل الوصول إلى التصميم المستدام :-
1- تكامل التخطيط والتصميم .
2- أن يكون التصميم ( ذاتى التشغيل ) إذا ما قورن بالتصميم التقليدي .
3- أن تكون للقرارات التصميمية المبكرة تأثير قوى على فاعلية الطاقة .
4- اعتماد التصميم على الشمس وضوء النهار والتبريد الطبيعي كمصادر طبيعية للإمداد وتهيئة الجو المناسب للمستخدم .
5- اعتماد التصميم المستدام على فلسفة بنائية وليس شكل معين أكثر من اللجوء إلى الأشكال المألوفة .
6- يفترض أن تتكلف المبانى المستدامة في مرحلة الإنشاء كثيراً ولكنها اقتصادية في مرحلة التشغيل ولا تكون أكثر تعقيداً من المبانى التقليدية .
7- يعتبر التصميم المتكامل الذي يكون فيه كل عنصر جزء من كل أكبر منه عنصراً هاماً لنجاح التصميم المستدام . 8- إعتبار ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين صحة المستخدم من العناصر الأساسية في التصميم تليها العناصر الأخرى فالاتجاهات التصميمية الحديثة يجب أن توجه الى الأشكال المحافظة على الطاقة وفاعليتها وإدماج التكنولوجيا المتوافقة المحافظة على الإنسان والبيئة .

مبادىء التصميم المستدام :-
- للوصول الى عماره مستدامة يجب إرساء مبادئ الاستدامة في العملية التصميمية وتوجيه نظر المعماريين إلى العملية التصميمية المستدامة والتي تهتم بالعناصر الآتية :-
1- دراسة المكان :
بداية أى تصميم مستدام يجب أن يبدأ بدراسة المكان فإذا اهتممنا بأبعاد المكان المختلفة يمكن لنا العيش فية دون تدميرة ، ويساعد المصممين في عمل التصميم المناسب كالتوجيه والحفاظ على البيئة الطبيعية وتوافقها مع التصميم والوصول إلى التكامل بين المبنى وبيئته المبنية والخدمات المتاحة .
2- الاتصال بالطبيعة :
سواء كانت بيئة طبيعية أو مبنية هذا الاتصال يمنح الحياة للمبنى.
3- إدراك العمليات الطبيعية :
فالحياة الطبيعية تكاملية أى أن النظم الطبيعية تسير في دائرة مغلقة ( اكتمال دورة الغذاء والطاقة في مرحلة الأرض البكر ) وتلبية حاجات جميع الأنواع يأتى عن طريق العمليات الحياتية ، فعن طريق عمليات المشاركة التى تجدد ولا تستنزف الموارد وتصبح أكثر حيوية فكلما كانت الدورات طبيعية ومرئية عادت البيئة المصممة إلى الحياة .
4- دراسة التأثير البيئى :
التصميم المستدام يسعى إلى إدراك التأثير البيئي للتصميم بتقييم الموقع ،الطاقة ،المواد ، فعالية طاقة التصميم وأساليب البناء ومعرفة الجوانب السلبية ومحاولة تحقيقها عن طريق استخدام مواد مستدامة ومعدات ومكملات قليلة السمية (استخدام المواد والأدوات قابلة التدوير في الموقع ) تكامل بيئة التصميم ودعم العمليات .
- تقييم الأثر البيئي للعمل المعماري يجب أن يعالج القطاعات التالية :
المناخ .
المياه والبيئة .
التربة و تحت التربة .
الضوضاء والاهتزازات .
الغطاء النباتي والحياة النباتية والحيوانيه .
النظم الايكولوجيه .
الصحة العامة .
المناظر الطبيعيه .
5- التعاون ما بين التخصصات :
يجب تعاون جميع التخصصات المشاركة في العملية التصميمية مع تضمين المباني المستدامة في المراحل الأولية لإتخاذ القرارات التصميمية والإهتمام بمشاركة المستخدمين والمجتمعات المحلية والمناطق المجاورة في اتخاذ القرار.
6- دراسة الطبيعة البشرية :
يجب أن يهتم التصميم المستدام بدراسة طبيعية المستخدمين وخصائص البيئة المشيدة وإدراك متطلبات السكان والمجتمع و الخلفية الثقافية والعادات والتقاليد حيث تتطلب العمارة المستدامة دمج القيم الجمالية والبيئية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية واستخدام توقعات المستخدمين والتكنولوجيا للمشاركة في العملية التصميمية المناسبة للبيئة .

هناك تعليق واحد:

  1. مشكور جدا على هذا الموضوع الرائع والمفيد ، وربنا يعطيك الصحة ويوفقك

    ردحذف